Tuesday, November 20, 2012

الشعب يريد زيارة اورشليم

Oliver
الاثنين, 19 نوفمبر 2012 
 

أخاطبك يا كنيستي بدالة البنين.خاضعاً لرأسك المسيح له المجد..إقرأي رسالتي بعين الأبوة أكتب لك ليس ضد أحد بل لتبيان أمر صار من المشكوك وضوحه.و لقد سبق أن كتبت مقالاً بعنوان زيارة أوروشليم بين المتجادلين قدمت فيه نفس الرأي مع إختلاف المنهج التحليلي .

مدخل سياسي لمناقشة زيارة الأراضي المقدسة:

المراقبون للموقف السياسي يلاحظون أن الحكم الإسلامي يستخدم لغة قبلية في التعامل مع مسيحي مصر.و اللغة القبلية هي لغة الكثرة و القوة الغاشمة و العنف.لغة (البلطجة )أيضاً و هذا مصطلح جديد يدخل في مفردات السياسة بعد بزوغ كوكب الإخوان المظلم.

البلطجة الإخوانية عبارة عن قرارات يصدرها فرد و تدافع عنها الجماعة.و هي الهرم المقلوب للديمقراطية.فالصواب أن الديمقراطية هي قرارات تصدرها الجماعة و يدافع عنها النظام.أما بين القبائل فالأمر مختلف.القرار يصدره شيخ القبيلة الفرد (خيرت الشاطر) و يدافع عنه النظام(مرسي و جماعته).

حصاد التهديدات العجيب

الدستور شرنقة كادت تلتف حول رقبة الأقباط.و نشكر جداً الله الذي أنقذ الكنيسة من هذه الورطة أيضاً قداسة البابا تاوضروس الذي حسم الجدل بقوة ناعمة غير مثيرة للجدل .

الدستور كان فخاً رمي ٌطعماً هو المادة الثالثة ليبتلعه الأقباط ثم يتقيئوه مع 231 مادة يتذيل معظمها الختم الإسلامي إن صراحة أو ضمناً.

لقد أثبت النظام أنه يتعامل بلغة القبيلة.حتي في دستور لا يصلح إلا بالتوافق.لكن النظام كان يلوح بتهديدات خفية للكنيسة بوضع أموالها تحت الرقابة.و هو ما صدقه مندوبو الكنائس في الجمعية التأسيسية فخافوا و وافقوا علي مسودة المواد الدستورية باللغم الإسلامي. وافقوا و خرج الأنبا بولا ليقنعنا أنه حقق إنجازاً بإصدار المادة الثالثة.بينما كانت بمنطوقها ضمن المادة الثانية في دستور 71 .فهو لم يفعل شيئاً بل توهم ذلك.أو أرادنا أن نتوهم ذلك.أو هو لا يعرف أنه واهم و هذا هو الأدهي .و هذا مؤشر واضح علي ضرورة إستبعاد رجال الدين من الجمعية التأسيسية علي أن يمثل الكنيسة من له خبرة دستورية و سياسية ومجتمعية.و ليس رتبة كهنوتية مع إحترامنا للجميع.فقط أردت أن أقول أن النظام عامل الكنيسة بالتهديدات.و ربما كانت هناك ضغوط بطرق أخري.

- كما أثني علي قرار البابا تاوضروس بالإستغناء عن السكرتارية السابقة .هذا القرار بالإستغناء عن السكرتارية أفقد النظام أوراقاً كان يستخدمها لصالحه و ليس لصالح الكنيسة. لا داع للتفاصيل هنا كانت هذه الإيجابية الثانية التي ساهمت في وضوح موقف الكنيسة تجاه الأحداث.

- كما كان جيداً أن تنسحب الكنيسة قبل القوي المدنية التي إنسحبت بعدها.لكي يظهر للجميع أن الكنيسة سيدة قراراتها.و هذا يعط ثقلاً مطلوباً في التاسيسية الجديدة التي ستتشكل حتماً بعد حل هذه الجمعية التأسيسية المريضة و المضروبة بداء عضال أسمه أغلبية الإخوان و السلفيين.

- إيجابية أخري هي تسمية الأشياء بمسمياتها دون تورية.فقداسة البابا أعلن أن هناك أحداث ليس لها إسم آخر سوي أنها إضطهاد.هذا هو التصريح الأول عن الإضطهاد الذي نسمعه من الكنيسة منذ زمن طويل.و تواكب للكنيسة مع الحقائق و تسمية الأحداث بمسمياتها هو توجه سيحصد الكثير من المكاسب الروحية في شعب الكنيسة و أيضاً في علاقات الكنيسة الداخلية مع النظام و علاقاتها الدولية علي كافة المستويات.

- و بالطبع فإن إنسحاب الكنيسة قضي علي أي أمل لإصدار الدستور و لا تصدقوا القول بأن الدستور سيصدر بدون الكنيسة.كما لا تصدقوا تهديد المتخلفين السلفيين بأنه إن لم تتراجع الكنيسة عن إنسحابها سيتم إلغاء المادة الثالثة.فهذا كله هراء .هو كلام اشخاص من العصور الوسطي مكانهم الرمضاء أمام الخيمة وقت القيلولة بينما ينتظرون بول البعير ليتجرعونه.

و نحن لا يهمنا مادة تخصنا في الدستور أياً كانت بل يهمنا أن يكون متضمناً الحقوق علي أساس المواطنة و ليس الدين.لأن الدستور الديني يلغي مفعول أي مادة مدنية.

- إيجابية أخري هي تصريح قداسة البابا بأن الكنيسة لن تتدخل في السياسة كما ورد في قناة صدي البلد.من هنا ألتقط الحديث عن زيارة القدس.

زيارة أورشليم

التصريح الوحيد الذي بكل وضوح أراه غير موفق هو أن البابا لن يدخل القدس إلا و يده في يد شيخ الأزهر (ما ينفعش مفتي الجمهورية يا سيدنا؟) مفتي الجمهورية الذي زار أورشليم و لم تنهد الدنيا علي رأسه.بل إبتلع الناس الزيارة و تناسوها.فلماذا لم تقل سنزور أورشليم لأن لنا فيها شعباً مسيحياً نشاركه.و لنا فيها مقدسات نملكها.و لنا فيها رعية نرعاها.و فوق هذا كله لنا فيها أشواق للتلامس مع الأماكن التي تقدست بحياة السيد المسيح فيها و التي بكل تأكيد تحتفظ بأنفاسه فيها و ببركات عظيمة و خاصة فيها .

ثم إذا كان قداسة البابا هنا يتكلم عن نفسه فهذا حقه هو حر يزور القدس أو يمتنع و نحن أيضاً لنا نفس الحق في قراراتنا بزيارة أورشليم أو بإمتناعنا و نحن لا نريد أن نمتنع عن الزيارة بل نتمناها جداً و دائماً.

ما نطلبه من قداسة البابا أن لا يضيف ثقلاً علي ضمائرنا إذا أصدر قراراً بمنعنا.و نعيد القول أن قراراً كهذا يعد مخالفاً لتعاليم المسيح و يعد مخالفاً أيضاً لمبادئ قوانين الكنيسة و التي هي لحماية العقيدة و ليست لحماية أخوتنا المسلمين الذين غزوا أوروشليم ثم باعوها لإسرائيل و الآن هم يتعمدون ضياعها و يتباكون عليها بدموع كاذبة لكي يجدوا سبوبة يسترزقون من التسول بإسمها و تجييش الإرهابيين بإسمها و إلهاء الشعوب بإسمها.و يوم تقع أورشليم في اياديهم ستكون المقدسات تحت أقدامهم .

الكنيسة التي تنتظر حتي تتحرر أورشليم من إسرائيل هي كنيسة مخدوعة لأن النبوات في سفر الرؤيا تشهد أن أورشليم ستبقي بنفس إسمها و باليهود فيها و سيكون هناك دور مؤثر لهم ضمن علامات نهاية الأزمنة.فهل ننتظر تحريراً وهمياً يتعارض مع ما نؤمن به في الكتاب المقدس؟ إن عبارة تحرير القدس (أورشليم) عبارة صادمة و ضد نبوات الكتاب المقدس .

نعيد السؤال ,لماذا لا يدخل البابا أورشليم القدس إلا و يده في يد شيخ الأزهر؟ هل تجامل شيخ الأزهر علي حسابنا؟ ليست هذه هي وصية المسيح.محاباة الوجوه.

و ماذا لو أن شيخ الأزهر لا يريد أن يزور القدس؟و شيخ الأزهر لن يخسر شيئاً لو لم يزر القدس؟ بينما أن أورشليم ( و ليست القدس) هي مزارنا نحن.نحتاجها لتثبيت عقيدتنا في المسيح.و لنوال بركات نعرف أن قداستكم أدري منا بها و هي لا تتوفر سوي في أورشليم.

أخيراً أقول أننا نلقب أراضي أورشليم بالأراضي المقدسة.كلها مقدسة .فهل يراها المسلمون كذلك؟ إسأل أي مسلم هل تعتبر طريق الآلام و جبل الجلجثة مكاناً مقدساً سيقول لك أنك كافر لأن المسيح عندهم لم يتألم و لم يصلب.ففي يد من سندخل أورشليم؟

أخيراً أقول هنا أن زيارة أورشليم ليست محتاجة إلي قرار أو تصريح من الكنيسة.لأنها عمل روحي شخصي ليس للكنيسة رأي في تقريره .بل يعود لكل إنسان.تماماً كما نختار بحريتنا الشخصية الذهاب لزيارة دير أو أي مكان روحي.لذا لا ننتظر من الكنيسة قراراً أو تصريحاً بالزيارة بل فقط إلغاء عقوبة لا تتفق مع قوانين الكنيسة صدرت في وقت ما حسب حسابات رأتها الكنيسة الأفضل لأبناءها رغم إختلافنا علي ذلك.

نريد أن نري أورشليم

كانت زيارة أورشليم حدثاً طبيعياً يتم دون ضوضاء أو تعليق لأنه أمر يخص علاقة الإنسان المسيحي بأورشليم و أحداثها و بإلإيمان المسيحي.لم يكن للكنيسة شأن بها سلباً أو إيجاباً حتي بدأت الأزمة بتصريح من قداسة البابا شنودة المتنيح في أحد زياراته لأمريكا عام 2003.كان البابا مهتماً بتهيئة الأجواء كعادته لزيارة الرئيس المصري للبيت الأبيض.و كان مهتماً أيضاً بإعلان رأيه بأسلوبه الحكيم الذي يفهم من بين طياته عدم رضاه علي زيارة السادات للقدس و التطبيع معها و معاهدة كامب ديفيد لأسباب ليس هذا مجالها.فكان التصريح عقبة أمام البابا لم يمكنه التراجع عنه رغم مواتاة ظروف كثيرة تستدعي ذلك.و قد ساهم الإعلام المصري في غلق خط الرجعة في هذا التصريح و كانوا يتعمدون إبرازه بطريقة لا تدع فرصة للتراجع عنه.فأضاف الإعلام في مزايدة مغرضة السيناريوهات التي أوصلت الكنيسة لإستصدار قرارا من المجمع (قرار و ليس قانون) بمنع زيارة أورشليم بل و حرمان من يخالف هذه التعليمات من التناول .

قرار مجمع يعكس خللاً كبيراً في توجه الكنيسة التي كان يجب أن تشجع علي زيارة الأراضي المقدسة و أن تقدم هذا الفكر بمعزل عن إستغلاله في أغراض سياسية و تحويله إلي ورقة ضغط في سياسة التطبيع.فكرة بدأت بتصريح و إنتهت بتحويل الأقباط أنفسهم إلي ورقة يلعب بها النظام المصري في سياسته مع إسرائيل. ليست هذه التفصيلات لمحاكمة قرار للبابا بل للإستفادة من نتائجه و تعديل ما يلزم فيه.

هذا ما يحاوله النظام الحالي مع البابا تاوضروس.يرسل له القنوات التليفزيونية ليستجوبوه و يعرفوا نواياه و توجهاته.أو يستنطقوه تصريحاً فيضخمونه و يكون عائقاً لا ينفع التراجع عنه. لذا أتمني أن يكتفي قداسة البابا ببيان يصدره وقت اللزوم.دون الإنزلاق في دوامة اللقاءات الصحفية.فالبيان يتم إعداده بروية و يتم مراجعته و التدقيق فيه لذا ففرصة الأخطاء فيه نادرة أو منعدمة.لكن لنعود إلي موضوعنا .

قانونية القرار بمنع الأقباط من زيارة أورشليم

ما الفرق بين القرار المجمعي و القانون المجمعي؟

المادة 8 من الفصل الثالث من لائجة المجمع المقدس تقول أن المجمع يسن قوانين الكنسية فيما يخص الإيمان الأرثوذكسي إذا وجدت ضرورة تستدعي ذلك..

بينما المادة 12 من نفس الفصل تقول أن قرارات المجمع نهائية ( و كان يقصد أحكام المجمع و ليس قراراتها)لأنه لا يوجد شيء اسمه قرار نهائي بل حكم نهائي. و لا يعاد النظر فيه إلا من المجمع.و لأنه يقصد أحكام و ليس قرارات ساق لنا مثلاً بخاطئ تاب عن هرطقته و ثبتت توبته فيعيد المجمع النظر في الحكم الصادر ضده.

في الأصل أن المجمع يصدر قوانين و ليست قرارات.القوانين هي ما تخص العقيدة.حتي الحرومات و الأحكام تسمي في تقليد الكنيسة بالقانون.و لا تسمي قراراً.

كل المجامع المسكونية كانت تصدر قوانيناً و لم تصدر قراراً واحداً.و أسمتها قوانيناً و لم تسمها قرارات.و كثيراً ما نسمع عبارة قوانين مجمع نيقية أو أفسس أو القسطنطينية.

أما القرارات فهي مسألة إدارية .أو تنظيمية لا علاقة لها بالعقيدة.ترسيم الأسقف أو تنصيب البطريرك قرار و ليس قانون.الإعتراف بدير جديد يعد قراراً و ليس قانون. إعادة ترسيم حدود لإيبارشية كذلك إنشاء أسقفيات جديدة يعد قراراً و هكذا يسير الأمر.أما الغريب في منع الأقباط من زيارة أورشليم فقد سماه المجمع قراراً بينما هو ليس شأناً إدارياً مطلقاً لأنه لا يخص الكهنوت أو إدارة الكنائس أو الأديرة.كما لم يمكن جعله قانوناً يحكم الأقباط لأنه لا يمس العقيدة و الإيمان.و علي هذا فمنع الأقباط لا يصلح قانوناً مجمعياً لعدم إرتباطه بالإيمان. و لا يصلح قراراً مجمعياً لعدم إرتباطه بالأعمال الإدارية.

كان يجب أن يتوقف المنع عند إعتباره فكرة أو رأياً مجمعياً أو حتي نصحاً دون أن يصاحبه حرم أو عقوبة لمن يخالفه.لأنه ليس قانون.

مصاحبة قرارمنع الزيارة بعقوبة لمن يكسر القرار يحوله إلي قانون كنسي و يدخله دائرة الإيمانيات بينما ليس هو مخالفاً للإيمان في شيء إنما علي العكس يثبته.

القرارات المجمعية لا يتبع عدم تنفيذها عقوبات.مثلاً لو قرر المجمع أن ينعقد في يوم معين و لم يحضر أحد الأساقفة و لم يعتذر لا يمكن أن توقع عليه عقوبة .لأن القرار بإنعقاد المجمع ليس قانوناً تم كسره.أما مخالفة قوانين المجمع فيعقبها محاسبة و حكم أي قانون.

من هنا نفهم أن المجمع لا يصدر قرارات ملزمة للشعب.بل يسن قوانين لتوضيح الإيمان الأرثوذكسي و حمايته من أي إنحرافات و هذه القوانين بالطبع ملزمة للجميع رعاة و رعية.أما القرارات فليست موجهة للشعب.بل موجهة لجهة خاضعة للكنيسة إدارياً دير أو كنيسة أو أسقفية أو لجنة كنسية أو مجلس إكليريكي.

أما الأصوام الطارئة فيصدر بها إعلاناً ليس قراراً أو قانوناً.

إذن قرار منع الأقباط من زيارة أورشليم لم يستوف الشكل الصحيح قانوناً بحسب لائحة المجمع المقدس.و بالتالي فهو قرار غير مكتمل في قانونيته ليس من جهة إصداره لكن في صياغته و متن النص نفسه و عنوانه و هذا يبطله.

ملاحظة إعتراضية:

لعل من الأمور الجديرة بالتطوير لائحة المجمع المقدس .التي تحتاج إلي تدقيق أكثر في الصياغة و في المجالات التي تختص بها القوانين لا سيما و أن أوضاعاً جديدة طرأت علي الكنيسة خلال نصف قرن تستحق أن يعاد النظر في هذه اللائحة أقصد لائحة المجمع و ليس لائحة إختيار البطريريك التي إتفق علي تغييرها..كما أود أن يبحث و يقنن المجمع في لائحته المطلوب تطويرها موضوع إستقالة الأسقف أو الكاهن.ما قانونيتها في الكنيسة الأرثوذكسية؟ لأنني لم أسمع عن إستقالة أسقف سوي في عهدنا هذا .و هو أمر شاذ عن تقاليد الكنيسة.و الأدهي إعتبار كرسيه أنه شاغر.فتكون الإستقالة بمثابة حكم بالموت علي الأسقف؟بينما أن قوانين كنيستنا أيضاً تمنع رسامة أسقف علي أسقفية إلا بعد إنتقال أسقفها أو تجريده من أسقفيته لأسباب تتعلق بالإيمان و العقيدة فقط.فهل إستقالة أسقف تتفق مع قوانين الكنيسة ؟أقول بضمير مستريح أن الإستقالة تصرف شاذ عن تقاليد الكنيسة و نتائجه لا تتفق مع قوانينها.لذا وجب الإلتفات لهذا الأمر عند تطوير اللائحة المجمعية.

كما يجب التفرقة الواضحة بين القانون الكنسي و القرار الكنسي في اللائحة المطلوبة.و إعادة صياغة المواد بشكل إحترافي.

أسئلة حول زيارة أورشليم و السياسة

( هذا القرار) يعد من جهة الإنجيل قراراً مخالفاً.و أنا متأكد أن كل أساقفة كنيستنا يعرفون الإنجيل أفضل مني آلاف المرات لكنني فقط أحتفظ لنفسي بحق طرح الأسئلة أمامهم كتلميذ أمام معلمه و أنتظر إجاباتهم.

سؤال : هل يقول الإنجيل أن إسرائيل (كدولة) ستزول من المنطقة كما يريد العرب المسلمون؟

سؤال:هل يقول الإنجيل بفناء اليهود (كشعب)كما ينادي المتأسلمون؟

سؤال: هل لليهود دور بارز في علامات نهاية الأزمنة و هل لأورشليم أيضاً دور؟

سؤال: هل سيعود الزيتونتان البريتان (إيليا و أخنوخ ) من مكان إختطافهما إلي أورشليم ( و ليس القدس) أم إلي مكان آخر؟

هل سيستشهدان علي أسوار أورشليم ( و ليس القدس) أم سيستشهدان في بلد آخر؟

هل سيحدث أن يعود كثيرون من الأمة اليهودية ببشارة إيليا و أخنوخ إلي الإيمان بالمسيح ؟

هل إجابات هذه الأسئلة ستنتهي بنا إلي قناعة أن إسرائيل باقية حتي نهاية الدهور و إذا كانت هذه هي الإجابة فهل تطلب الكنيسة منا أن ننتظر حتي نهاية الدهور لكي نزور أورشليم؟

و عندي أسئلة أخري:

سؤال:هل زيارة أورشليم بما تحمل من عبق روحي أصيل هي مخالفة للإنجيل؟أم متفقة معه؟فإن كانت مخالفة لروح الإنجيل قولوا لنا كيف؟و إن لم يهتم الإنجيل بموضوع زيارة الأماكن المقدسة و بالأخص أورشليم فليقولوا أين حذرنا الإنجيل من زيارة أورشليم.؟ و إن إهتم الكتاب المقدس باورشليم علي وجه الخصوص فليشرحوا لنا الهدف من ذلك؟

هل القديسة مريم القبطية شخصية تأثرت روحيا من زيارة أورشليم و تحولت سيرتها بالكامل أم أن هناك رأي آخر؟ و هل تعددت زيارة نساك و مشاهير الرهبنة و القديسين إلي الأراضي المقدسة أورشليم؟هل كان هذا الحجيج جماعياً أيام عمالقة الإيمان في تاريخ كنيستنا؟ هل منع أحدهم الشعب من زيارة أورشليم؟ هل كانت زياراتهم تنفيذاً لقول الراعي في سفر النشيد أخرجي علي آثار الغنم و إرع جداءك عند الظهيرة.

و عندي سؤال لمن يقول أن الزيارة مفيدة و مشبعة روحياً لكن عندنا أماكن مقدسة تؤدي إلي نفس التاثير .

لماذا يوجد بين اسقفيات كنيستنا الأرثوذكسية مطرانية للقدس و ما تزال؟.مع أنني مٌصر علي تسميتها بمطرانية أورشليم و تسميتها بالمدينة العظمي حتي و إن أغضبت هذه التسمية النظام الحاكم.فإسمها أورشليم من لسان المسيح له المجد شخصياً .

لا تقل لي أنه توجد مطرانية لنا في أورشليم لكي ترعي الأماكن المملوكة لنا هناك فالأسقف ليس أسقفاً علي مباني بل علي شعب.فهل لدينا شعب في إسرائيل؟أم أن الأسقفية كانت مختصة برعاية زوار أورشليم؟

و لماذا يرقي من يتم إختياره لمطرانية أورشليم إلي درجة مطران مباشرة جتي دون أن يلقب بأسقف,ما سر تميز هذه المطرانية من وجهة نظر الكنيسة حتي أنها جعلت راعيها مطراناً مباشرة وقت رسامته؟ و هو الوحيد الذي يرسم مباشرة علي درجة مطران دون أن يكون اسقفاً .هل للأراضي المقدسة قيمة خاصة تضفيها علي مطران هذه الإيبارشية؟و تعطه مهاماً خاصة بسببها.؟

لماذا توجد إضافات خاصة في صلوات البصخة إذا كانت تصلي في أورشليم...؟و من سيصلي هناك؟هل المطران وحده ؟

و سؤال آخر:هل حصل أن أي كنيسة في العالم بمن فيهم كرسي أنطاكية أي سوريا التي فقدت الجولان و لا زالت محتلة هل منعت كنيسة أنطاكية( سوريا) رعاياها من زيارة أورشليم؟

هل تتساوي بركة أي مكان في أديرتنا المقدسة مع بركة و تأثير الأراضي المقدسة في أورشليم؟

أؤمن أننا نتقدس كل يوم من المسيح علي المذبح و أؤمن أيضاً أن زيارتنا لأورشليم أو عدم زيارتنا لن يمنع خلاصنا لأنه الخلاص غير المرتبط بأرض مهما كانت مقدسة بل بشخص المسيح المخلص له كل المجد .لكنني أتحدث عن أورشليم كأحد وسائط النعمة .كعطية متاحة ما يجب أن نفقدها طالما الفرصة ممكنة.كإشتياق داعب الزهاد و النساك و ساكني البراري الذين ما كانوا ينشغلون بأحد غير المسيح. كحلم يداعب أحلامنا و يقظتنا .ما من أحد زار أورشليم و عاد فارغاً.

لذلك نريد أن نري أورشليم.لأننا نحبها .ليس من منظور سياسي و كأنه تحدي لأحد أو تطبيع مع إسرائيل لكن من منظور إنجيلي بحت لأنه وسيلة روحية لإنعاش الروح و تثبيت الإيمان و ذكري تنطبع في النفس و لا تنمحي. لأن مخلصنا عاش و مات و قام و صعد هناك في أورشليم و سنعيش الأبدية معه في أورشليم السمائية.

إذا كنا نريد أن نفصل الدين عن السياسة حسب طلب الكثيرين من الكنيسة فأول ما يجب أن نفصله هو مسألة زيارة أورشليم.يجب أن تخرج من نطاق السياسة بأكملها.فنحن لا نزور أورشليم لنهتف تحيا إسرائيل بل لنتبارك بالمسيح له المجد و بآثار آلامه المقدسة المجيدة.و نصرخ هناك و نتضرع لأجل خطايانا.

إفصلوا هذا المجال عن السياسة.لا شأن لنا برأي الآخرين في عقيدتنا و مقدساتنا.يجب أن يحكمنا فكر المسيح في الأمور الروحية.و ليس فكر السياسة.تحكمنا المكاسب الروحية من الزيارة المقدسة و ليس توازنات القوي السياسية.إننا نريد أن نري أورشليم.نزورها بضمير مستريح.يكسب بركة الأماكن المقدسة و لا يخسر رضا الكنيسة.فنحن لسنا في صراع مع كنيستنا.نريدها فقط أن تحكم في الأمور روحياً.و لا تبال بالمهاجمين الذين لن يرضيهم شيئاً و هم أحرص الناس علي حرماننا من حقوقنا حتي الروحية.فلا ترضوا الناس لأنكم لستم عبيداً للناس بل ينبغي أن يطاع الله أكثر.

أخيراً أقول هنا أن زيارة أورشليم ليست محتاجة إلي قرار أو تصريح من الكنيسة.لأنها عمل روحي شخصي ليس للكنيسة رأي في تقريره .بل يعود لرغبة شخصية لكل إنسان.تماماً كما نختار بحريتنا الشخصية الذهاب لزيارة دير أو أي مكان روحي.لذا لا ننتظر من الكنيسة قراراً أو تصريحاً بالزيارة بل فقط إلغاء عقوبة صدرت لا تتفق مع قوانين الكنيسة في وقت ما وفقاً لحسابات رأتها الكنيسة وقتها الأفضل لأبناءها (رغم إختلافنا علي ذلك).ثم بعد إلغاء هذا القرار تتركه الكنيسة ليقرره كل إنسان لنفسه لأن هذا حقه وحده.

و الآن تعالوا لنسبح مخلص أورشليم

تسبحة مخلص أورشليم
داود الملك أخذ أتراس الذهب التي كانت علي أعداءه عبيد هدد و أتي بها إلي أورشليم لتكون علي راس من يستحقها يسوع المسيح ملك اورشليم الحقيقي.جاء المرنم جاثياً قائلاً إن أرجعني الرب إلي أورشليم فإني أعبد الرب.هذا هو الرب مخلص أورشليم الذي إشتاق مرنم إسرائيل الحلو أن يسكن معه.2صم 8 : 7

سألوا صيبا :اين يقيم سيدك؟فأجاب (صيبا) هوذا هو مقيم في أورشليم .لأن يسوع هناك أقام قرن الخلاص .2صم 16 :3

هذه هي المدينة العظيمة التي أغضبت الرب فبسط الملاك يده ليهلكها لكن مخلصنا الصالح أمره قائلاً (كفي رد يدك) فسكت الملاك حتي جاء من يصالح أورشليم مع الآب 2صم 16 :24 ....

جاءت ملكة التيمن بهدايا من ذهب و أحجار كريمة إلي أورشليم حيث سليمان العظيم و جاءت نفوس من كل العالم ربحت الخلاص إلي أورشليم إلي مسيح المجد سليمان الحقيقي.أربعون سنة ملك سليمان هناك و إلي الأبد يملك المسيح هناك.

من يبن لنا بيتاً لنسكن في أورشليم نتفرس جمال حبيبنا يسوع.1مل36:2من أورشليم تخرج البقية غيرة رب الجنود تصنع هذا 2مل19 : 31 من أورشليم يخرج تلاميذ الملك إلينا ليعطروننا بطيب الخلاص فنكون فيك حتي حين يغلبنا عبق مقادسك في أورشليم تصيرالفضة في أعيننا مثل الحجارة مل 10 :27

لأجل أورشليم لم تتمزق المملكة.و لأجل أورشليم يغفر السيد ذنوباً جمة.1مل11 :3

نقطع خشباً من لبنان. 2أخ 2: 16 نجمع لآلئ الأعماق .نأخذ ثياب العرس.نصعد بها إلي أورشليم. هناك نقدمها لملك الملوك جاثيين له في خضوع.هو الإله الذي في أورشليم عز1 : 3 .في أورشليم تدمع أعيننا فرحاً .لا ينقطع التسبيح لأن مجد الرب قد تعالي جداً .نسير فوق جبالها فنلقاه.عند دروبها اصوات معجزات و أصوات هاتفة هو الرب هو الرب.

وسط العالم كله لم يطلب الرب بيتاً بل في أورشليم وحدها دون ممالك الأرض طلب بيته عز 2:1 فلنذهب إلي هناك مرنمين ترانيم المصاعد للرب. في البيت الذي إختاره لنفسه و حل عليه بمجده.لأننا مثل ذاك البيت قد دعي أسمه علينا و قدسنا.

فتشن بيوتكن أيتها العذاري.قمن يا سيدات الأرض و أنقبن.كل الفتيان و الشبان يتلفحوا بالهمة .يسألكم الرب اليوم هل عندكم شيئاً لأورشليم ؟عز7: 15 من هيكلك فوق أورشليم لك تقدم الملوك هداياها مز68 :29 .قولوا للمسبيين تعالوا إجتمعوا في أورشليم لأن محرر الماسورين يسكن فيها و قد صنع لنفسه بيتاً فوق الجلجثة.

أسوار أورشليم رممت و الثغور إنسدت ليس لأن نحميا قد بناها بل لأن مخلصها صار في وسطها علي خشبة.نح4 :7 .أخرجوا إلي الجبل بأغصان زيتون أخرجوا.بأغصان آس و نخيل أخرجوا لا تصنعوا مظالاً لأن سحابة الرب في أورشليم و نورها يدفئكم.نح8:15

الرب سكن في أورشليم و يسكن في سكانها .فليفرح الأولاد و النساء.و ينعم الرجال بالمسرة و يسمع فرح أورشليم عن بٌعد.لأنه من هناك يسطع نور ينير وجوهنا حتي النهاية.نح 43:12 لكي يحدث في صهيون بإسم الرب و بتسبيحه في أورشليم مز102: 21....هناك نرنم معاً مبارك الرب من صهيون الساكن في أورشليم مز 135 : 21

طلبت يهوديت أن يغفر الرب آثام الشعب لكي تأخذهم جميعاً إلي أورشليم و يصيروا قطيع الرب .هذا ما نطلبه نفسه من غافر الآثام بدم صليبه لكي نتأهل لأورشليم السمائية و نفرح أيضاً بأورشليم الأرضية المقدسة.يهو15:11

من هن بنات أورشليم اللائي خاطبتهن عذراء النشيد لكي لا يوقظن أو ينبهن الحبيب نش 8 : 4.من هن بنات أورشليم سوي النفوس التي تخففت من أثقالها لتستعد للعريس.بنات أورشليم اللواتي يتعشمن أن يكنْ العريس نصيباً لهن.فإنتظَروه في مسكنه.يتفرعون للهذيذ صار التسبيح عملهن كالملائكة.أحبتك العذاري يا مخلص أورشليم و العالم.من أورشليم صارت القضية و من أورشليم النجاة هذا ما ناداه النبي بروح القضاء و روح الإحراق إش:4:4 .لذا لن أنس أورشليم مدي الأيام.لأن الذي يترك في أورشليم يسمي قدوساً و يكتب للحياة إش4 :3 .نطلبك يا سينا الصالح حامي عن أورشليم.أنت عفوت عن إثمها .قم و حصنها.فلتجعلنا لها مبشرين بالسلام و الخيرات إش 40: 9 . نهتف لها إلبسي عزك يا صهيون.لأن ملكك قد عفا عنك.إرتضاك مفخرةً للشعوب.أما أنا فقلبي يئن شوقاً نحوك.فيك بصمات الإله.علي أرضك أقرأ كل حياته.أحتضن هواءاً من زفيره وهناك أيضاً تدخل أذني صرخات وجعه.أستقبل قبره برجفة و اسجد علي جبل الزيتون مقابله.نوره يكسو وجهي و قلبي هناك يتطهر مثل مريم القبطية.أحبك أحبك يا رب و مخلص و ملك أورشليم.


No comments:

Post a Comment