Monday, July 19, 2010

الأخلاق والتدين في مصر


2010
عمرو اسماعيل - الحوار المتمدن
أي زائر لمصر لابد آن يلحظ مظاهر التدين الطقوسي في مصر ليس بين المسلمين فقط ولكن حتي بين المسيحيين .. من حجاب ونقاب ولحية الي وشم الصليب علي الايدي حتي علي الشواطئ ..و انتشار المساجد والكنائس بطريقة تنافسية مع تراجع عدد المستشفيات والمدارس..
ونفس الزائر لابد أن يلاحظ ايضا تراجع مستوي الآخلاق العامة وازدياد الفوضي وسوء السلوك العام الي مستوي بشع ومقزز ..

فهل هناك علاقة بين ازدياد مظاهر التدين وتراجع الاخلاق؟ ليس في مصر فقط بل في كل الدول العربية.
يردد المتدينون كثيرا الحديث الذي يقول .. انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق .. فلماذا لا يطبق هؤلاء ماتلوكه السنتهم؟.
بعد عام 73 بدأت مظاهر التدين الطقوسي تنتشر في مصر بعد آن آطلق السادات يد الجماعات الاسلامية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين لضرب التيار اليساري والناصري في الشارع وكان سلاحه الاعلامي هو الشيخ الشعراوي .. ولكن ومنذ ذلك الوقت ايضا بدأ انتشار الفساد والكذب والخداع في المجتمع المصري ..
ارتفعت راية المعاملات الاسلامية في البنوك والشركات وحتي في المستشفيات والمدارس وفي نفس الوقت ازداد خداع المستهلكين وتدهور مستوي التعليم والعلاج ..

انتشرت علامات الهلال والصليب في السيارات و علي واجهات المحال .. ولكن في نفس الوقت ازدادت الفوضي في الشوارع وارتفعت الاسعار بطريقة استغلالية بشعة..

تراجع البغاء ظاهريا ولكنه ازداد واقعيا وان لم يصبح ظاهرا لآنه حتي فتيات الليل يلبسن الحجاب في الشارع..
انني لا انتقد الدين اي دين ،، فمن حق الانسان ان يؤمن بالدين الذي يقتنع به ويظهر مظاهر تدينه كما يشاء .. ولكنني اتساءل ..

اليس الاولي بهدا المتدين ان يكون اكثر اخلاقا .. آم آن الصلاة والصوم واللحية والحجاب وارتياد المساجد والكنائس ستضمن لهذا الشخص الجنة .. مهما فعل من كذب وخداع وغش واستغلال لخلق الله في الدنيا..

هل هنلك علاقة عكسية لا يستطيع عقلي لن يفهمها بين مظاهر التدين والسلوك العام الجيد ..
فمظاهر التدين في الغرب غير ظاهرة ولكن السلوك العام الجيد واحترام القانون واحترام الآخر واضح وضوح الشمس .. بينما في بلادنا التعيسة العكس هو الصحيح تماما..

في رأيي المتواضع آن عام 73 هو القارق ،، فمع مايسمي انتصار اكتوبر .. اطلق السادات يد انصار التدين الطقوسي الخالي من الجوهر ،، وارتفعت اسعار البترول فبدآت هجرة المصريين الي بلاد الحجاب والنقاب والمطوعين وعادوا بأخلاق الكفيل .. الذي يربي اللحية ويقصر الثوب وينقب نساءه ثم يستغل العامل ويهينه ويسرق قوت يومه .. انها ثقافة الكفيل .. ثقافة المغيرة بن شعبه .. ثقافة الكيل بمكيالين .. ثقافة من يقول متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ثم يبعث جحافل البدو الجياع ليستعبدوا الناس ويملأ مدينته بالغلمان والاماء .. لتكون سخرية القدر أن يقتل علي يد رجل استعبد بعد آن ولدته أمه حرا ،، تماما مثلما حدث للسادات .. يقتل علي يد من اطلق عنانهم علي رقابنا ..

No comments:

Post a Comment