Tuesday, November 10, 2009

الحضـــــــارة الإسلامـــــــية أ‌- ب الهويـــــــة المصــــــــرية

الكاتب: خاص الكتيبة الطيبية - القمص متياس نصر منقريوس
إننا لا نستطيع أن نتصور تاريخ العلوم والفلسفة دون أن نذكر سقراط وأفلاطون وأرسطو وأرشميدس وأبو قراط وجالينوس وبطليموس وغيرهم من عباقرة اليونان، كذلك نحن لا نستطيع أن نذكر الحضارة الإسلامية دون أن نذكر الكندي والرازي وابن سينا والفارابي وابن الهيثم والبيروني وابن النفيس والزهراوي وابن رشد وابن البيطار وغيرهم من رواد أعلام الأندلس.
أما وأن تقرأ عن مقرر مدرسي يتحدث عن الحضارة الإسلامية، وتفاجأ بأنه يحكي تاريخ الإسلام ونشأة رسول الإسلام وهجرته وغزواته وغيرها من التاريخ المبكر للإسلام فهذا – دون أدنى شك - لا يخلو من شبهة تضليل ولاسيما لو علمت أن مراجع هذا الكتاب المدرسي في الحضارة الإسلامية هي مراجع عن تاريخ الإسلام مثل: "رجال حول رسول الله"، "تاريخ الإسلام"، "غزوات الرسول"، "الخلفاء الراشدون"....الخ بالإضافة إلى الموقع المشار إليه في مقدمة الكتاب المدرسي www.bostan-ss.com والذي ما أن يفتحه التلميذ للاستزادة من الأنشطة الإثرائية إلا ويشعر أنه دخل خطأً إحدى المواقع الإسلامية حيث اسم "محمد" يزين رأس الصفحة الإلكترونية!!! هذا هو الكتاب الحاوي لمقرر مادة "الدراسات الاجتماعية" للصف الثاني الإعدادي، الفصل الدراسي الأول (2009- 2010م)، 127 صفحة، وينقسم إلى قسمين كل منهما وحدتان: ظواهر جغرافية (جغرافية الوطن العربي 54صفحة)، "حضارة إسلامية" (تاريخ إسلامي 73صفحة)، وهو عبارة عن وحدتين: الوحدة الثالثة تتكون من درس تمهيدي (العالم قبل محمد)، وأربعة دروس هي على الترتيب: محمد المولد والنشأة، بعثته، الهجرة وبناء الدولة، غزوات الرسول "دعوته وكفاحه". والوحدة الرابعة تتكون من أربعة دروس هي حيوات الخلفاء الراشدين الأربعة (أبو بكر، عمر، عثمان، علي). وليس بالكتاب ما يفيد عن "الحضارة الإسلامية"!!
ملاحظات على الكتاب:
الكتاب يحكي تاريخ الإسلام بتفاصيل ليست مجرد ثقافة:
- لماذا يجب أن يتثقف التلميذ المسيحي بكل هذا؟ وما علاقة ذلك بالحضارة الإسلامية؟!
- هل يقبل التلميذ المسلم أن يدرس عن مولد ونشأة المسيح ودعوته وكرازته ومعجزاته وخدمته وتعاليمه... وإن قبل فماذا ننتظر منه بعد ذلك؟! ألا يؤثر ذلك على إيمانه الإسلامي المولود به؟!
الكتاب ينسف كل رسالات الرسل السابقين لمحمد:
- الكتاب يلخص العالم قبل محمد في دولة الروم التي حادت عن مسيحية عيسى، ودولة الفرس التي عبدت النار والنجوم..والهند الذين يقدسون البقر والأفاعي!! لينهي الغرض من هذا العرض بالعبارة: "أليس هذا العالم في حاجة إلى مجيء محمد".
- مع العلم بأنه وقتما ظهرت دعوة محمد كان بالعالم قديسون وأبرار على درب المسيحية الحقيقية، ومنهم من تقابل مع عمرو بن العاص بعد غزوه مصر وشهد له عمرو ذاته بأنه: "لم يُحادِث في حياته رجلاً من رجال الله أطهر ذيلاً، وأنقى صحيفة، وأجلَّ منظراً من البابا بنيامين". (إلا إن كان مؤلفو الكتاب لهم رأي آخر)!!
الكتاب يخلو من المنطق العقلي:
- فبينما هو يؤكد "حاجة العالم إلى محمد" يدلل ذلك بخروج الروم عن مسيحية عيسى! فهل ردهم محمد إليها؟! أم أنه دعاهم إلى الإسلام؟! وأين حرية المعتقد المدرجة ضمن (الدرس الأول: القضايا المتضمنة: حقوق الإنسان، حرية المعتقد، حقوق المرأة)!!
- وفي إدانته لخروج الروم عن مسيحية عيسى (أي أنهم صاروا هراطقة ومنشقين)، يسترشد بشهادة راهب منشق "بحيرا" لنبوة محمد (ص67)!! بالطبع هو يستخدم ما يخدم قضياه دون المنطق العقلي.
الكتاب ينادي بنبذ الآخر:
- فماذا نتوقع من مشاعر التلميذ المسلم تجاه زميله المسيحي وهو يقرأ عن الملك المسيحي "أبرهة الحبشي" أنه: "خرج بجيش كبير... وحاول هدم الكعبة ليصرف العرب عن زيارتها وتعظيمها ليتجهوا إلى كنيسته التي بناها بأرض اليمن" (ص64)، وهذه القصة حتى ولو كانت واقعية فهي "حق يراد منه باطل"، كيف؟! هذه الحادثة كانت في سنة 571م (عام الفيل) - كما يذكر الكتاب - وهو العام الذي ولد فيه "محمد"، وكانت الكعبة – بحسب المصادر الإسلامية (بما فيها الكتاب المقرر نفسه ص59)- كانت تعج بالأصنام مثل "هبل، اللات، العزى، ومناة".. ثم أي منطق يقبل أن أبرهة الحبشي يريد أهل مكة أن يتعبدوا بكنيسة باليمن (لاحظ المسافات)؟!!
- وماذا نتوقع من مشاعر التلميذ المسيحي تجاه تعاليمه التي يستقيها بالكنيسة (والتي تقر أنه ليست ثمة أنبياء بعد مجيء المسيح مت 24: 24) بينما هو يتلقن شهادة الرهبان المسيحيين -الذين يجلهم- لنبؤة "محمد"؟!!
الكتاب ينادي بقيم ومبادئ ضد المبادئ المسيحية:
- يقدس العنف: فهو "الجهاد في سبيل الله" (الغزوات ص86، والفتوحات ص110، والقضاء على الفتن بالقتل كما في "موقعة الجمل" ص122)، وينادي بقتل المرتدين (ص102)، ومن المفارقات العجيبة أن الدرس الذي ينادي بقتل المرتد ضمن قضاياه التي يتضمنها "التسامح.. وحرية المعتقد ص98)!!
- يقر القسم: فالراهب يقسم (يحلف ص 67).
- يرسي قواعد الدولة الدينية "الثيوقراطية": "دولة الرسول" التي يكون فيها المسجد مقر الحكم (ص82).
فضلاً عن أن الكتاب مليء بالأغلاط التاريخية مثل: إقامة إبراهيم بالبيت الحرام بمكة (ص59)!! والأهم هو: أسن الكتاب من "الحضارة الإسلامية"؟!
نداء ومناشدة: من هذا المنبر الحر نناشد وزارة التربية والتعليم تنقية هذا المقرر من كل ما هو ديني، وننادي جميع قبط مصر بالمطالبة بتنقية هذه المناهج الهدامة، والتي لا تبني "مصر المستقبل".

No comments:

Post a Comment